استراتيجيه إسطنبول

تركيا اسم له سحر خاص حتى قبل التطرق للحديث عن المدينة من الناحية الجمالية وله قوة من الناحية السياسية والاقتصادية، فهي دولة تمتلك بحق جميع مقومات النجاح التي تحتاجها أي دولة لمواكبة التطور والتقدم العالمي بل تسير جنبًا إلى جنب بجانب الدول الكبرى.
فهي تقع في قلب العالم ولها موقع استراتيجي يجذب إليها أنظار العالم بشكل كبير، ولعل أهم ما يميز تركيا عن غيرها من الدول الإسلامية هو تسويقها الجيد لنفسها كبلد وثقتها التامة في كافة مواردها واستغلالها بالطريقة الأمثل.
هذا إلى جانب تكاتف جميع أعضاء الدولة بدايةً من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحتى أصغر مواطن في الشعب مع سياسات الحكومة والسعي المستمر نحو التنمية وهو ما يجعلها دولة ناجحة على الصعيد الاجتماعي والسياسي أيضًا.
ومن الناحية الجمالية تركيا تمتلك العديد من المعالم السياحية التي تجعل الجميع في رغبة ملحة لزيارتها للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والهدوء النفسي الذي يتسلل إلى الروح عند التواجد بها.
إلى جانب وجود الكثير من المعالم الأثرية والدينية التي تعود إلى الحضارات القديمة وتعتبر من الرموز الشاهدة على الحضارة العثمانية، من الناحية الاقتصادية يمكننا التركيز على اقتصاد تركيا الصامد في وجه جميع التغيرات الاقتصادية العالمية حتى أنه لم ينهار مثل العديد من الدول الأخرى.
حتى في ظل التحديات التي شهدتها الليرة التركية وانخفاضها أمام الدولار الأمريكي، نجحت في تدارك الهبوط ولم تكتفي بهذا بل تنوي تنفيذ حزمة من المشروعات الاقتصادية الضخمة التي من المتوقع أن تغير تركيا وتنقلها نقلة نوعية أخرى تضعها على خريطة الدول الكبرى المتقدمة.
وعند الحديث عن الخريطة الاقتصادية لا يمكننا التطرق إلى اسطنبول تلك المدينة الأجمل والأشهر في تركيا والتي لها نصيب الأسد في خطة المشروعات الاقتصادية لعام 2023 في تركيا.

أهمية اسطنبول

واسطنبول ليست فقط مدينة تركية شاهدة على تعاقب الحضارات في تركيا ورمز للدولة العثمانية بل هي تعد من أجمل المدن القديمة والحديثة أيضًا حيث أنها أكبر المدن في تركيا وثامن أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان.
ليس هذا فقط بل تعتبر المركز الثقافي والاقتصادي والمالي في تركيا وهو ما يجعلها ذات أهمية جيوسياسية كبيرة، فهي نقطة التنمية والاستثمارات الهائلة من الناحية السياحية، الاقتصادية وأيضًا الاجتماعية وذلك لامتلاكها كافة مقومات المدينة الرائعة من المباني الرائعة، توافر وسائل المواصلات، المشروعات الاقتصادية الهامة، وكذلك التجارية والسياحية.

استراتيجيه إسطنبول ودورها في إثراء اقتصاد البلاد والتنافس العالمي بين الخطوط الجوية

توقعات كثيرة بمستقبل أفضل فيما يخص المجال الجوي التركي عقب الانتهاء من مطار اسطنبول الثالث وبدء العمل به، حيث من المقرر أن يكون واحدًا من كبار المطارات العالمية التي تتسع لاستقبال 150-200 مليون مسافرًا على مدار العام، وهو ما يشير إلى انتعاشه سياحية وتجارية قادمة ومستقبل أفضل خاصةً مع وصول عدد المسافرين العابرين من تركيا عن طريق الخطوط الجوية21 مليون مسافر.
ووفقًا للعديد من الإحصائيات الاقتصادية التي توضح مستقبل البلاد مع افتتاح مطار اسطنبول الثالث فهناك العديد من التوقعات بتحسن كبير في عدة نواحي منها دخول اسطنبول ضمن قائمة المدن الأكثر أهمية وتأثيرًا بين مدن العالم.
مع افتتاح المطار من المتوقع توفير 225 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى تأمين دخل إضافي بمقدار 4.4 مليار دولار.
وفيما يتعلق بتأثير المطار على الدخل القومي فمن المتوقع رفع الدخل الوطني بنسبة 4.9%.
ليس هذا فقط المشروع الاقتصادي الذي سيزيد من إستراتيجية اسطنبول بل هناك مشروع قناة اسطنبول الجديدة والتي ستجعل من اسطنبول إحدى أهم المراكز الإدارية بالنسبة للقوى العالمية.
مع افتتاح القناة الجديدة ستصبح اسطنبول نقطة التقاء للمعارض، ومركزًا للمحاضرات، والتمويل والاستثمار ومركز لوجيستيًا لقارات العالم.
الطرق السريعة في اسطنبول وتوافر كافة وسائل المواصلات بها وخطوط المترو يجعلها مدينة متكاملة ليس فقط للزيارة وقضاء الأوقات بل للاستثمار المستقبلي فما تدفعه اليوم في اسطنبول سيعود إليك بأضعاف في المستقبل.
كما أنها لم تكتفي بكونها المدينة القديمة العريقة التي لها شهرتها الواسعة بل تنافس باستمرار على التطور حتى أصبحت على قائمة المدن الجديدة العالمية الأكثر تطورًا أيضًا.
المستقبل العقاري في اسطنبول من النواحي المضمونة في ظل وجود هذه المشروعات الاقتصادية الهائلة، فمن المتوقع زيادة أسعار الأراضي والعقارات بسنة كبيرة خلال المستقبل وهذا ما يفسر بشكل كبير ارتفاع نسب السكان بها لوعي الكثيرين بقيمة هذه العقارات ليس فقط في المنطقة المحيطة بالمشروعات بل في جميع المناطق المحيطة. إستراتيجية اسطنبول أيضًا تتمثل أيضًا في الإرث التاريخي والثقافي إلى جانب ثرواتها الطبيعية وتركيبة القدرات المحلية.
موقع اسطنبول الذي يتوسط قارتين من أهم قارات العالم ويجعلها نقطة التقاء لهم فمن ناحية الجانب الآسيوي الذي يغلب عليه طابع الهدوء والاستجمام ومن ناحية أخرى الجانب الأوروبي الذي يتميز بالحيوية والنشاط، ولكل جانب منهم الإطلالة الرائعة الخاصة به والتي تميزه.
إستراتيجية اسطنبول تظهر أيضًا في تجهيز المدينة من كافة النواحي التجارية واحتوائها على جميع وسائل الترفيه والعديد من المولات التجارية التي تضم ماركات الملابس التركية القديمة والحديثة.
تواجد العديد من الفنادق المجهزة على أعلى مستوى في المدينة يزيد من نشاطها السياحي طوال العام وإقبال السياح من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب احتوائها على العديد من الحدائق والمعالم التي تذهل الجميع.