تناولت صحيفة ” فايننشال تايمز ” البريطانية إقبال الشركات الأجنبية على الاستثمار في تركيا رغم المشاكل السياسية الأخيرة،

مشيرة إلى أن النمو الاقتصادي تراجع العام الماضي بنسبة 2.9 %، لكنه عاد وارتفع بنسبة 5% في الربع الأول من عام 2017.

وتقول الصحيفة، في تقرير للكاتب أندرو وورد، إنه بالرغم من المخاوف التي تسود بين المستثمرين الغربيين،

فإن العديد من المديرين التنفيذيين والمحليين يقولون إن تركيا تبقى بقعة مضيئة لاستثمارات الشركات المتعددة الجنسيات، بحسب موقع “عربي21”.

وتنقل الصحيفة عن رئيس العمليات في تركيا لمجموعة دولية، قوله: إذا ما أخذنا التقلبات الجيوبوليتيكية في المنطقة بعين الاعتبار،

فإن تركيا كانت مرنة جدا ، مشيرة إلى أن المتشائمين يقولون إن النمو تزوده نفقة الحكومة، التي لا يمكن استمرارها، وتسهيل الاستدانة،

الذي يخشى البعض أن تؤدي إلى تخزين مشكلات الديون، ويقولون إن غياب الشفافية والتنظيم المستقل يزيد المخاطر.

ويقول وود إن المتفائلين يقولون إن تركيا مرت بأزمات مالية وسياسية من قبل، وكانت دائما تتجاوزها،

حيث يقول دينس لوهيست، مدير شركة “إنجي”، وهي شركة الطاقة الفرنسية، التي كان اسمها “جي دي أف سويز”،

إن النظرة البعيدة كانت مجزية، حيث كان أول عمل لشركته إنشاء الترامواي في إسطنبول قبل أكثر من مئة عام، واليوم تقوم شركة “إنجي” بتوليد وتوزيع الكهرباء.

ويقول لوهيست إن مجموعته تسعى للتمدد بعد إطلاق وحدة تجارة في الطاقة العام الماضي، وهي أول وحدة تقوم بعرض الطاقة مباشرة للزبائن.

ويذهب التقرير إلى أن “النظرة الإيجابية تبدو واضحة لدى الشركات التي تختص بالمنتجات الاستهلاكية،

التي تشجعها زيادة الطلب المحلي للطبقة المتوسطة في تركيا، وشعب شاب يتزايد عدده، فوصل إلى 79 مليون نسمة، أي أقل من ألمانيا بمليونين،

وبمتوسط عمر في المجتمع يقدر بـ31 سنة، فيتوفر في تركيا من الديناميكية الاقتصادية والديمغرافية الشابة التي تفتقر إليها دول الاتحاد الأوروبي، حيث متوسط العمر في المجتمع 42 سنة”.

وبحسب الصحيقة، فإن شركة “بيبيس” أعلنت بأنها ستفتح مصنعا جديدا، قيمته 120 مليون دولار، في مدينة مانيسا في غرب البلاد،

بالإضافة إلى أن شركة “تقسيم كابيتال”، وهي شركة مسجلة في جزر القنال الإنجليزي، اشترت في شهر أيلول/ سبتمبر، سلسلة مطاعم تسمى “بيغ تشيفز”.

وتختم “فايننشال تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الشركات كلها تأمل بأن تكون القوى الديمغرافية التي تدفع النمو الاقتصادي،

ستعمل على تجاوز رياح السياسة، حيث يقول لوهيست: “إن تركيا شابة وديناميكية وشعبها مبدع.. ولا تزال تعد فرصة رائعة”.